لم تتوقف جمعية الهلال الأحمر الكويتي عن تقديم العون والمساعدة للمواطنين والمقيمين على أرض الكويت طوال فترة الغزو العراقي، وذلك من خلال نقل الجرحى والمصابين والمتوفين إلى المستشفيات على الرغم من الصعوبات التي واجهها متطوعو الجمعية من الجنود العراقيين.
وأصبح مقر الجمعية في مستشفى مبارك الكبير الذي استقبل المتطوعين الذين أدوا دورا كبيرا في تلك الفترة على الرغم من أسر ستة من أعضاء مجلس الإدارة المؤقت لمدة 26 يوما والتحقيق معهم ثم حل الجمعية.
وتوجهت أنظار الجمعية إلى مملكة البحرين بعد موافقة مجلس الوزراء البحريني على طلب الجمعية استضافة مقرها المؤقت، رغم تقدم عدة دول بتوفير مقر للجمعية ، ومنها مصر والسعودية.
وأنجزت الجمعية أثناء وجودها في البحرين العديد من المهام التي لم تكن لتتم لولا وقوف مملكة البحرين حكومة وشعبا إلى جانب الكويت، إذ تم تسهيل جميع الأمور المتعلقة بحاجات اللجان الكويتية ومنها الجمعية التي حصلت على إعفاء مواد الإغاثة التي ترسل إلى الكويت من أي رسوم جمركية ، مع فتح الأندية لمخازنها لتخزين المواد الغذائية والطبية.
ووضعت الجمعية خطة عمل تتلاءم مع الظروف التي كانت تمر بها دوله الكويت لتواجه المرحلتين الحالية والمستقبلية بالعزم والإرادة والعمل. وتم تدريب المتطوعين بعقد دورات تدريبية في مجال الإغاثة، وإعداد دورات للأطباء المتخصصين وأخرى في مجال الدفاع المدني.
وفور دخول المساعدات الإغاثية إلى الكويت في 28 فبراير 1991عمل المتطوعون من أبناء الجمعية على توزيعها على المواطنين والمقيمين ، وساهموا في إزالة الجثث من الشوارع ونقلها إلى المستشفيات ثم دفنها، فيما تولى متطوعون آخرون تسجيل المفقودين والأسرى والشهداء إلى أن أنشئت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين.
وحرص متطوعو الجمعية على مساعدة اللاجئين في مخيم العبدلي الأول حيث قامت الجمعية في 7 مارس 1991 باستقبال بعض المعتقلين الكويتيين الذين تم إطلاق سراحهم وعددهم 1200 معتقل مع أفراد الجيش الكويتي. وتعاونت الجمعية مع جهات عدة في وضع تصور لمخيم العبدلي الثاني الذي تم الانتقال إلى موقعه بدلا من الأول في ابريل 1991 لاستقبال 14 ألف لاجئ.
وحرص مجلس إدارة الجمعية على المشاركة في المؤتمرات الدولية المعنية بالقضية الكويتية، وتفنيد المغالطات العراقية عن الأسرى والمفقودين، وضرورة تطبيق اتفاقيات جنيف الأربع ومحاكمة مجرمي الحرب. وأول تلك اللقاءات الدولية حينذاك اجتماع المكتب التنفيذي لرابطة جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولي في جنيف في 22 أكتوبر 1990، حيث تم تقديم مذكره باسم الكويت عن الأوضاع الداخلية المأساوية وضرورة الحصول على معلومات عن المفقودين وفقا للقوانين الدولية.
وحرصت الجمعية على توجيه رسائل لبعض الجمعيات الوطنية لتقديم الدعم المادي اللازم للجمعية لمواجهة الظروف التي تمر بها الكويت، كما وجهت رسائل متكررة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرابطة جمعيات الصليب والهلال الأحمر لحثها على تلبيه احتياجات الشعب الكويتي في أرضه المحتلة.
افتتاح خمس مدارس في اقليم كردستان في العراق
افتتحت الجمعية في اقليم كردستان في العراق خمسة مدارس والتي أقيمت للطلبة النازحين العراقيين المتواجدين في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق بتمويل من جمعية الهلال الأحمر الكويتي ضمن حملة “الكويت بجانبكم”.
كما عملت على توفير اللوازم المدرسية في مدارس النازحين اضافة الى توزيع نحو 20 ألف حقيبة مدرسية ولوازم مكتبية على الطلبة النازحين.
وأول مدرسة افتتحت في إقليم كردستان باسم “مدرسة الكويت الأولى” بمحافظة أربيل، والطاقة الاستيعابية لهذه المدرسة تتسع لنحو 500 طالب وطالبة من أبناء النازحين.
وهذه المبادرة الكويتية في المجال التربوي جاءت لإنجاز وتجهيز العديد من المدارس بزمن قياسي في بعض محافظات العراق.
ان اهتمام دولة الكويت بالجانب التربوي والتعليمي ياتي انطلاقا من حرصها على ادامة العملية التربوية للنازحين العراقيين كي لا يتاخروا عن التحصيل العلمي والتواصل مع اقرانهم في باقي مناطق العراق.
تسليم العراق اربع سيارات اسعاف ومعدات طبية
سلمت الكويت العراق أربع سيارات اسعاف ومعدات طبية بقيمة 1.8 مليون دولار ضمن حملة (الكويت بجانبكم )وتاتي هذه المبادرة في إطار استمرار دعم الكويت للملف الإنساني في المحافظات المحررة من ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وهذه المنحة مقدمة من الجمعية الى محافظات الانبار ونينوى وكركوك وصلاح الدين وتتضمن بالاضافة الى سيارات الاسعاف اجهزة طبية متطورة
وتعكس المبادرة مدى التلاحم الأخوي الذي لمسه العراق من الكويت ومن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي كان حريصا على تقديم الدعم للعراق سواء في لقاءاته مع كبار المسؤولين العراقيين أو عبر مؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق